اشتعلت النقاشات في المغرب خلال الأسابيع الأخيرة حول قرار تسقيف سن الولوج إلى مباريات التعليم (الذي حدّد سابقًا بسن 30 سنة)، بعد تصريحات متتابعة لكل من وزير التربية الوطنية والناطق الرسمي باسم الحكومة. المسؤولون أشاروا إلى أن القرار قيد المراجعة وأن الحكومة ستعلن موقفها قبل فتح المباراة المرتقبة والتي تُعلن عنها بـ20 ألف منصب. في هذا المقال سنعرض ما جرى، سبب الجدل، تبعات كل خيار، وتوصيات لمترشحي الامتحان والمتابعين.
ما الذي قيل رسميًا؟ — ملخّص الحقائق
-
أعلن وزير التربية الوطنية أن موضوع تسقيف سن الولوج سيخضع للمراجعة وسيُتخذ قرار نهائي قبل إعلان المباراة. أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس أن الحكومة تدرس الموضوع وأنها ستعلن قرارها قبل موعد المباراة، مشيرًا إلى أن المناصب المفتوحة في المباراة المقبلة تبلغ 20 ألف منصب.
لماذا أثير الجدل حول "تسقيف السن"؟
-
مبدأ الإنصاف وفرص الشغل: بعض الجهات ترى أن تحديد سن أقصى يقيّد فرص حاملي الشهادات الأكبر سنًا الذين قد قرّروا تغيير مساراتهم المهنية أو تأخروا في إتمام دراستهم.
-
تجدد دماء المنظومة: مؤيدو التسقيف يقولون إنه يساعد على إدماج فئة شبابية في قطاع التعليم وتوفير فرص للشباب العاطل.
-
الأثر المالي والإداري: فتح باب التوظيف لشرائح عمرية أوسع قد يستلزم إعادة النظر في ميزانيات التقاعد والتأمين والهيكلة الإدارية.
-
العدالة التعليمية: بعض النقاشات ترتبط بكيفية موازنة الجودة (اختيار الأفضل) مع الحق في الشغل للمختلفين في العمر والخلفية.
السيناريوهات المحتملة ونتائج كل خيار
1) الإبقاء على تسقيف السن (مثلاً 30 سنة)
-
إيجابيات: يضمن منح الفرص للجيل الشاب ويسهل تخطيط الاستبدال والتدرج الوظيفي.
-
سلبيات: استبعاد خريجين قدامى ذوي كفاءات وخبرة ناضجة، وإثارة احتجاجات اجتماعية.
2) إلغاء التسقيف أو رفعه
-
إيجابيات: توسيع قاعدة المترشحين، الاستفادة من نضج وتجارب مكتسبة لدى أطر أكبر سنًا.
-
سلبيات: قد يؤدي إلى ضغط ميزانياتي وخلق تنافس شرس قد يُحرج فئات الشغل الشبابية.
3) حل وسط (إعفاءات استثنائية أو مسار موازٍ)
-
مثل فتح حصص مخصصة للفئات الأكبر سنًا أو مسابقات مهنية مع شروط مختلفة. هذا النموذج يقلّل الاحتقان لكنه معقّد إداريًا.
ماذا يعني فتح 20 ألف منصب؟
إعلان الحكومة أن المباراة المقبلة ستفتح 20 ألف منصب يعني فرصة كبيرة لخفض البطالة بين حملة الإجازة والإستجابة للخصاص في قطاع التربية. لكن العدد وحده لا يكفي — فأثره يرتبط بشروط المشاركة (منها شرط السن)، وتوزيع هذه المناصب جغرافياً وبنيوياً (ابتدائي، ثانوي، إعدادي، تكوين... إلخ).
تأثير المراجعة على المترشحين
-
من هم تحت السن المحدد حاليًا: يجب عليهم مواصلة التحضير لأن المباراة قد تجرى بشروط مشابهة أو بعد تعديل طفيف.
-
من هم أكبر من السن: إن تم إلغاء التسقيف سيُمنحون فرصة جديدة؛ وإن ثبت التسقيف فسيحتاجون للبحث عن مسارات بديلة (تكوين مهني، مهن خاصة، فرص بالخارج).
-
كل المترشحين: نصيحتي هي الاستعداد الأكاديمي والمهني والاطلاع المستمر على البلاغات الرسمية لأن قرار الحكومة قد يتبدّل قبل الإعلان النهائي.
تحليل سياسي واجتماعي: لماذا تُراجع الحكومة الآن؟
-
حساسية اجتماعية: الشأن التربوي يؤثر في جمهور واسع (طلبة، أسر، أطر)؛ أي قرار قد يولّد احتجاجات أو دعمًا سيقاس بدقة.
-
ضغوط نقابية وجمعوية: هناك منظمات تطالب بمرونة أكثر لاحتواء البطالة وتثمين الكفاءات.
-
حسابات انتخابية/اجتماعية: إدارة مثل هذه الملفات تتطلب توازناً بين مطالب الشباب واستقرار منظومة التوظيف.
الحكومة بدورها تقول إنها تريد معالجة الملف "بمسؤولية" لتفادي خلق إشكالات جديدة.
توصيات عملية للمترشحين (محددة وقابلة للتنفيذ)
-
تابع البلاغات الرسمية أولاً بأول عبر موقع وزارة التربية وبلاغات رئاسة الحكومة ووسائل الإعلام الموثوقة.
-
استثمر في التحضير العلمي والمهارات التربوية (منهجية، تدبير القسم، تقويم، بيداغوجيا رقمية).
-
خطط بدائل مهنية (تكوين مستمر، طلبات توظيف في مؤسسات التربية غير الرسمية أو الدولية).
-
تعاون مع جمعيات مدرسية ومحلية—المشاركة المجتمعية قد تفتح فرصًا غير مباشرة.
-
إذا كنت قريبًا من السن المحدد سابقًا، فراجع وضعيتك واستعد نفسيًا لإمكانية تغيّر القرار فجأة.
الأسئلة الشائعة
س: هل القرار النهائي بشأن تسقيف السن صدر؟
ج: حتى لحظة كتابة المقال، الحكومة تدرس الملف وستعلن قرارها قبل فتح المباراة.
س: كم عدد المناصب في المباراة المقبلة؟
ج: أعلن المسؤولون أن المباراة ستفتح 20 ألف منصب.
س: هل بإمكان فئات عمرية فوق 30 المشاركة إذا رُفع التسقيف؟
ج: نعم، إذا قررت الحكومة إلغاء أو رفع الحد السنّي فستُفتح المشاركة أمام فئات عمرية أوسع.
س: ماذا أنصح من فشل في اجتياز المباراة؟
ج: متابعة التكوين، البحث عن فرص في مراكز التكوين والقطاع الخاص أو جمعيات تعليمية، والتحضير للجولات اللاحقة.
ملف تسقيف سن الولوج إلى مباريات التعليم يبقى واحدًا من تلك الملفات التي تجمع بين البعد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي. الحكومة أعلنت أنها تدرس الموقف وستحسم قبل الإعلان عن المباراة المرتقبة التي ستحمل 20 ألف منصب. القرار النهائي سيؤثر على آلاف الشابات والشبان وعلى بنية منظومة التربية. لذا، على المترشحين والمتابعين البقاء على تواصل مع البلاغات الرسمية والاستعداد لعدة سيناريوهات. في النهاية، الحل الأمثل سيكون ذلك الذي يوازن بين تكافؤ الفرص وجودة التدريس واستقرار المنظومة التعليمية.